
موسكو، 23 نوفمبر – ريا نوفوستي. رأى خبراء عسكريون أن استخدام روسيا الصاروخ متوسط المدى “أوريشنيك” يمثل رسالة للدول الأوروبية التي تعتقد أن بإمكانها تهديد روسيا، فيما اعتبر آخرون أن هذه الخطوة قد تُجبر الدول الغربية على الامتناع عن التصعيد في أوكرانيا. وقال الخبير العسكري الجزائري، مدير ومؤسس موقع “مينا ديفينس” المتخصص في الشؤون العسكرية، أكرم خريف، لوكالة ريا نوفوستي، إن “استخدام هذا الصاروخ كان استعراضاً للقوة وخطوة صغيرة نحو التصعيد، وذلك تحديداً لإثبات أن موسكو لديها أوراق لا حصر لها لتلعبها قبل أن تصل إلى الحرب النووية”. وأضاف “ولكن من منظور متوسط المدى، فإن هذا السلاح يثبت أن روسيا قادرة على ضرب أي هدف في أوروبا في أقل من 15 دقيقة، دون أن تتمكن الدفاعات الجوية من الرد أو أن يكون هناك وقت كافٍ لإيواء المسؤولين والسكان”. وأشار خريف إلى أن استخدام صاروخ “أوريشنيك” رسالة واضحة لتلك الدول الأوروبية التي تعتقد أن بإمكانها منافسة روسيا وتهديدها. من جانبه، قال أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في مصر، الخبير العسكري، اللواء نصر سالم، لوكالة “ريا نوفوستي”، “في تقديري، سوف يمتنع الغرب عن التصعيد الفترة القادمة. إن حكومة جو بايدن تسكب برميل زيت على النيران المشتعلة في الجبهة الأوكرانية قبل أن ترحل لكي تورط الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب”. وأضاف “أعتقد أن هذا لن تسمح به الولايات المتحدة ولا للاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو [حلف شمال الأطلسي] لو شعروا بجدية روسيا في استخدام هذا السلاح برأس نووي”. ورأى سالم أن أوروبا والولايات المتحدة و”الناتو” ليس لديهم استعداد للتضحية بدولهم من أجل أوكرانيا أو أي دولة خارج حلف شمال الأطلسي، معتبرا أن هذا “الصاروخ متوسط المدى، وبالتالي يطال كل دول أوروبا، من حلف الناتو طبعا”. وبحسب الخبير العسكري المصري، فإن “هذا الصاروخ بإمكانه حمل رؤوس تقليدية ورؤوس نووية، وكما قال الرئيس بوتين، إن سرعته عشر ماخ، ما يجعله فرط صوتي بمعنى أنه من الصعب على الدفاعات الأرضية المضادة للصواريخ التصدي له”. كما أشار اللواء سالم في هذا الصدد إلى أن الصاروخ استخدم فيه رأس تقليدي، وأطلق على مصنع للصواريخ موجود في أوكرانيا، وأدى إلى تدميره بنسبة كبيرة جداً. وأردف “روسيا ترسل رسالة ردع إلى أوكرانيا ومن خلفها، محذرة من أنه إذا تم استخدام الصواريخ (الغربية) ضد العمق الروسي مجدداً، فمن الممكن أن تضرب روسيا برأس نووي”. وأضاف في هذا الصدد “بالإضافة إلى أن التهديد قد يطال الدول التي تساعد أوكرانيا بالصواريخ أو بالمعونة الفنية أو بأي شكل من الأشكال لمهاجمة الأراضي الروسية، فهذه رسالة ردع واضحة وهنا واضح أن روسيا تستخدم أسلوب الردع المتدرج، وكما رأينا، فإن هذا النظام مزود برأس تقليدي ومن الممكن أن يحمل رأس نووي”. كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وجه، الخميس الماضي، رسالة حول سير العملية العسكرية الخاصة وحول الاختبار الناجح لأحدث صاروخ متوسط المدى “أوريشنيك”، حيث استهدفت القوات المسلحة الروسية في مدينة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية، أحد أكبر المجمعات الصناعية المعروفة منذ زمن الاتحاد السوفيتي، والتي تنتج أيضًا تكنولوجيا الصواريخ. كما أكد بوتين، أمس الجمعة، أن صاروخ “أوريشنيك” الفرط صوتي، تم بناؤه على أساس آخر التطورات، مشيرًا إلى أن النتائج المحققة وسرعة تطويره مدعاة للفخر والإعجاب.
وكالة سبوتنيك