
د.جميل مشيقب
إن رفع الوعي هو عملية أساسية لتنمية مجتمعات أكثر عدلاً ودعماً وفي سياق الخدمة الاجتماعية يصبح هذا الوعي أداة قوية لمعالجة المشاكل الاجتماعية.
تعد القدرة على التعرف على احتياجات الآخرين وفهمها أمرًا ضروريًا لخلق تأثير مفيد
أولاً يتيح رفع الوعي للمتطوعين والأخصائيين الاجتماعيين التعرف على الحقائق التي تواجهها
المجتمعات الضعيفة ومن
خلال فهم أسباب وعواقب الفقر وعدم المساواة والاستبعاد الاجتماعي يستطيع الأفراد تصميم وتنفيذ برامج أكثر فعالية
وهذا لا يفيد المتلقين فحسب بل يثري أيضًا تجربة المتطوعين الذين يطورون التعاطف والشعور بالمسؤولية الاجتماعية
علاوة على ذلك فإن الوعي يشجع على المشاركة الفعالة عندما يكون الناس على بينة من المشاكل التي تؤثر على بيئتهم فإنهم يميلون أكثر إلى المشاركة في الحلول
ولا يؤدي هذا إلى تعزيز النسيج الاجتماعي فحسب بل يعمل أيضًا على تمكين المجتمعات المحلية مما يمنحها صوتًا ودورًا في البحث عن رفاهيتها
وأخيرا فإن الوعي هو محرك التغيير الاجتماعي ومن خلال تثقيف السكان ورفع مستوى وعيهم حول القضايا الحاسمة. يتم إنشاء
حركات يمكن أن تؤثر على السياسات العامة وتوزيع الموارد ويمكن للتعبئة الاجتماعية المدفوعة بالوعي الجماعي أن تغير الواقع وتعزز بيئة أكثر إنصافا
وفي الختام فإن رفع الوعي أمر ضروري في الخدمة الاجتماعية لأنه لا يسمح فقط بالفهم العميق لاحتياجات المجتمع ولكنه يدفع أيضًا إلى العمل والتغيير
إن الاستثمار في الوعي هو استثمار في مستقبل أكثر دعماً ومسؤولية